المواصلات والطرق
ترتبط مناطق البادية ببقية مدن المملكة الرئيسية من خلال شبكة طرق رئيسية وثانوية (شكل 4)، وتتفاوت حالة الطرق حسب مناطق البادية، إلا أنها تعاني وبشكل واضح من غياب أعمال الصيانة خاصة الطرق الداخلية بين التجمعات السكانية. ومما يجدر ذكره، أنه لا يوجد في البادية الأردنية أي من الموانئ البحرية أو الجوية، وعلى الرغم من ذلك فهي تستقبل ما يقارب 85% من القادمين والمغادرين للمملكة براً من خلال أربعة نقاط عبور حدودية وجمركية، وتشكل السفريات البرية ما مقداره 77% من إجمالي السفريات من وإلى المملكة، كما وأن 90% من الشاحنات وحافلات النقل تمر عبر نقاط العبور الحدودية والجمركية في البادية الأردنية.
شكل 4: شبكة الطرق الرئيسة في البادية الأردنية.
المرافق والخدمات
ترتبط 81% من مساكن البادية الأردنية بشبكة المياه، ويتم استخدام المياه في البادية الأردنية لغايات الزراعة والاستخدامات المنزلية. ويقتصر استخدامها للغايات الصناعية في البادية الجنوبية فقط، وقد بلغ إجمالي استهلاك المياه خلال العام 2007 ما يقارب 27 مليون م3 في البادية الشمالية و24 مليون م3 في البادية الوسطى و43 مليون م3 في البادية الجنوبية. أما فيما يتعلق بشبكات الصرف الصحي فإنه لا يوجد في البادية شبكات للصرف الصحي حيث يعتمد 94% من السكان على الحفر الامتصاصية. وفيما يتعلق بالنفايات فتتواجد مكبات للتخلص من النفايات الصلبة في البادية الشمالية والبادية الوسطى ويتم إدارتها من قبل وزارة البلديات، أما النفايات الكيماوية والخطرة فيتم التخلص منها في منطقة سواقة ضمن لواء القطرانة، بينما لا يوجد مكبات للنفايات الطبية والمياه العادمة لعدم وجود شبكات للصرف الصحي.
الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
تزود شركة الاتصالات الأردنية الاتصالات الثابتة ، وتنتشر شبكات الاتصالات الخلوية والتي تغطي مساحات المدن والقرى الرئيسة في البادية، وبالتالي أصبح اعتماد سكان البادية الرئيسي على شبكات الاتصالات الخلوية عوضاً عن الثابتة. ولا تزال بعض المناطق غير مغطاة بالتغطية نتيجة عدم وجود شبكات مواصلات. ومن هذه المناطق، مناطق البادية الشمالية والوسطى المحاذية للحدود السعودية.
أما فيما يتعلق بقطاع تكنولوجيا المعلومات فيتم تقديمها للمجتمعات المحلية في البادية الأردنية من خلال محطات المعرفة المنتشرة في كافة أنحاء المملكة ، ومنها البادية. يوجد 17 محطة معرفة في البادية الشمالية، 50 محطة معرفة في البادية الوسطى، و46 محطة معرفة في البادية الجنوبية. تقوم هذه المحطات بتدريب ورفع قدرات أبناء المجتمعات المحلية في مجال تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها، وهي تساعد المجتمعات المحلية على تجاوز صعوبة اقتناء حاسوب شخصي نظراً لارتفاع سعره مقارنة بالدخل.
الخدمات المالية
تقدم البنوك خدماتها المصرفية في البادية الوسطى فقط ومعظمها في لواء قصبة الزرقاء، كما يتم أيضاً تمويل المشاريع وإقراضها من خلال مؤسسات الإقراض المنتشرة في جميع أرجاء البادية، منها ما هو حكومي أو شبه حكومي أو غير حكومي كصندوق التنمية والتشغيل والصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية، أو مؤسسات أجنبية. ويبلغ عدد مؤسسات الإقراض في البادية الشمالية 6 مؤسسات، وفي البادية الوسطى 7 بنوك و4 مؤسسات إقراض، وفي البادية الجنوبية 8 مؤسسات إقراض. وعلى الرغم من انتشار البنوك ومؤسسات الإقراض، إلا أن نسبة الإقراض محدودة نظراً لتردد هذه البنوك والمؤسسات منح القروض لسكان البادية لعدم وجود الضمانات الكافية لدى المقترضين من أبناء البادية، في حين تمنح معظم القروض لتنمية المشاريع الزراعية والصناعية أو لتأمين السكن، ويعتبر صندوق التنمية والتشغيل ومؤسسة الإقراض الزراعي أكثر المؤسسات تقديماً للقروض لسكان البادية.
الخدمات والأنشطة الصناعية
تعتبر صناعة الألبسة، والمنتجات الغذائية، والآليات، والكيماويات من أهم الأنشطة الاقتصادية في البادية الأردنية حيث تستوعب حوالي 70 % من القوى العاملة في البادية، ويمكن تصنيف هذه الأنشطة حسب مناطق البادية حيث تتركز النشاطات الصناعية المتعلقة بالمنتجات الغذائية، والتعدين ومناشر الحجر، والكيماويات، والمنتجات العضوية اللا معدنية، والمعادن المصنعة في مناطق البادية الشمالية، في حين تتميز البادية الوسطى بالنشاطات الصناعية المتعلقة بصناعة الملبوسات، تصنيع الآليات، والمنتجات الغذائية، أما البادية الجنوبية، فتتركز النشاطات الصناعية فيها على الكيماويات، والمنتجات العضوية غير المعدنية، والمنتجات الغذائية.
تقوم المصانع المتواجدة في البادية الأردنية بتشغيل حوالي 25 ألف عامل، ولم تتجاوز نسبة أبناء البادية منهم 30% نظراً لعدد من العوامل أهمها رغبة أبناء البادية بالعمل في القطاع العام، وقلة أعداد المؤهلين من أبناء البادية في المجالات الحرفية والمهنية. وقد بلغ إجمالي أعداد المصانع في البادية الأردنية حوالي 1100 مصنع ومنشأة مختلفة مع الأخذ بعين الاعتبار قابلية ارتفاع أعداد هذه المنشآت نظراً لتوجه الجهود الحكومية وجهود القطاع الخاص وبتوجيهات ملكية إلى تشجيع وتوجيه الاستثمار الصناعي وغير الصناعي نحو البادية الأردنية، الأمر الذي يؤكد ضرورة توفر البنية التحتية اللازمة إضافة إلى البنية الفوقية والمتمثلة في الموارد البشرية المؤهلة من أبناء البادية.